أن الإنسان العربي لا يستطيع في هذه الظروف العصبية التي تمر بها أمته أن يلعب أي دور سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو نضالي ولو غناء مثل عبده الحامولي أو صالح عبد الحي. ولكن، من جهة أخرى، لقد دربت الدببة على الرقص. والقردة على الغناء. والبلابل على النعيق. والنمل على الفوضى. والماعز على النظام. والثعلب على الوفاء. والكلب على الغدر. والسنونو على الاقامة. والدجاج على الهجرة. والذئب على التسامح. والبجع على الحقد. والحملان على الصمود. والأرانب على التهور. والضفادع على الصمت. والببغاء على الخطابة. والسمك على النوم. والجراد على الزحف. والسلحفاة على القفز. ولم أستطع تدريب إنسان عربي واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الأمام، فكيف بتدريبه على الثورة.
مقتطف من كتاب سأخون وطني
محمد الماغوط
0 التعليقات:
إرسال تعليق